تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر (حفظه الله ورعاه)
logo-en-2 new-qf-logo1
وزير الدولة للدفاع: تخريج أول قطرية تقود طائرة مقاتلة قريباً

وزير الدولة للدفاع: تخريج أول قطرية تقود طائرة مقاتلة قريباً

أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع أن القوات المسلحة هي جزء لا يتجزأ من الشعب القطري، مؤكدا انها على عهدها دائما في طليعة المواجهين للأخطار والتهديدات التي تستهدف البلد وأمنه واستقراره.

وقال سعادته في ملتقى " نجاح قطري " بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، أمس بحضور سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني

وسعادة الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني إن أولويات القوات المسلحة هي استقطاب الشباب القطري، مؤكدا أن العنصر البشري يمثل بالنسبة للقوات المسلح الأولوية القصوى، لأن من يحمي البلاد هم أبناؤها، مؤكدا أن عناصر القوات المسلحة القطرية مثل الألماس كلما زاد عليهم الضغط زادوا لمعاناً.

وأوضح سعادته أن الدور الرئيسي الذي يقوم به هو تطوير القوات المسلحة، وبناء جيش متمكن وقوات مسلحة حرفية تستطيع أن تحمي الجو والبر والبحر مع حماية مقدرات الدولة من خلال تشييد درع متين يحمي الوطن ويرفع اسمه شامخاً بين الأمم.

قصة نجاح بارزة 

واستعرض د. العطية أمام الملتقى قصة نجاحه وأبرز المحطات والتحديات التي واجهها حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، وقال انه من الصعب أن نوصف هذه المسيرة بالنجاح لأننا لو استطعنا أن نقدم توصيفا للنجاح لم يكن أحدا ليتعثر في مسيرته، لكن ما قد يثير استغراب الأخوة الحضور الكرام هو أنني كنت أوي اتخاذ مسار في حياتي ومنعت عنه لكن القدر كتب لي أن أسلك هذا المسار بعد عشرين عاما، وقد كان لي قصة طريفة أنا وأحد الزملاء مع سمو الأمير الوالد، حفظه الله، بعد تخرجنا مباشرة من الثانوية العامة، حيث توجهنا في زيارة إلى سموه وقبلنا رأسه وقلنا لسموه إننا تخرجنا من الثانوية العامة وننوي استكمال الدراسة الأكاديمية في الولايات المتحدة، قلت لسموه إنني أنوي دراسة الاقتصاد في إحدى الجامعات الأمريكية، فضحك وأشار علينا بالذهاب في صباح اليوم التالي إلى سلاح الجو، والتسجيل فيها كطيارين مقاتلين، وهذا إن دل فإنما يدل على رؤية ولي الأمر واستشراف القائد لمستقبل أبنائه، ونحن لم نكن لنستطيع أن نعترض حيث انتسبت بالفعل إلى القوات الجوية وأصبحت في إحدى الفترات القائم بأعمال وزارة التجارة.

وأرجع سعادته انتقاله من القوات المسلحة إلى شغل المحاماة إلى روح المغامرة والاكتشاف، حيث اعتقدت أنني أديت الواجب في القوات المسلحة وكان علي أن أسلك تجربة أخرى جديدة، مع العلم أن الطيار المقاتل مثل المحامي، من حيث إن الأول يقاتل في الجو بينما المحامي يقاتل في الأرض، مع فارق بسيط أن العوائق في الأرض أكثر من العوائق في الجو.

وأضاف أن المحاماة تنطوي على تحد وقد درست في أوقات الفراغ إلى أن استطعت الحصول على درجة القانون ثم فكرت أنني أريد أن أغامر وأن أخوض تجربة جديدة وكانت تجربة عملي في سلك المحاماة ثرية، أتاحت لي الاطلاع على مختلف المسائل القانونية من الجرائم البسيطة إلى القضايا المعقدة على مدى 11 عاما قضيتها في سلك المحاماة.

وحول أصعب مهنة أو منصب تقلده في مسيرته قال د. العطية انه لا يستطيع تحديد مرحلة سهلة دون غيرها لكن أصعب مرحلة قد تكون المرحلة التي تكون فيها مسؤولا عن زملاء لك وتحاول أن تميز المجتهد من غير المجتهد وكذلك أن تحاول تحفيز من يتميز بالذكاء ليتفوق على خموله أو عدم نشاطه، لأن التعامل مع العنصر البشري ليس سهلا إن كنت مسؤولا عنهم.

وحول الأثر الذي تركه والده على تكوينه الشخصي قال سعادته إن الوالد كان قدوة بالنسبة لي، فهو من وضعني على الطريق الذي سلكته منذ بداية حياتي، وعندما قرر والدي مع سمو ولي العهد في ذلك الحين، حين كنت ما أزال في الصف السادس الابتدائي، ان ينشؤوا برنامج "الجندي الطالب"، كنا بطبيعة الحال من أوائل الأشخاص الذين تم تجريب البرنامج عليهم، واستمررت في الانتساب للقوات المسلحة منذ العام 1977 إلى أن أنهيت الثانوية العامة والتحقت بها كمرشح أيضا.

دور مهم للمرأة في الجيش

وقال د. العطية إن المرأة القطرية تقدم دعما كبيرا للقوات المسلحة في الكثير من المجالات منها المجال الطبي والإداري وفي مجال التقنيات والإلكترونيات.. وأضاف " عدد النساء في القوات المسلحة القطرية لا بأس به".

 ولفت إلى أن الفرص مفتوحة للمرأة القطرية للالتحاق بالقوات المسلحة مشيرا إلى أن عددا من الفتيات الطيارات يقدن سرب الهليكوبتر.. وأكد في هذه الأثناء أن القوات المسلحة ستخرِّج قريبا أول فتاة قطرية طيارة حربية مقاتلة ولفت إلى أن القوات المسلحة تحرص على المرأة القطرية وتحدد لها نوع العمل الذي يناسب طبيعتها.

وبشأن إن كانت قطر ستتوجه إلى التصنيع العسكري في الفترة المقبلة بالاعتماد على الذات أكثر قال الدكتور العطية إن الدولة التي تعتمد في كل احتياجاتها على الغير تجد نفسها في وقت ما عاجزة عن التنمية، مبينا أن توجه القيادة أن يكون لدى قطر اكتفاء ذاتيا في كل المجالات أو على الأقل تحقيق الحد الأدنى الذي يخدمنا في وقت الأزمات.

وذكر أن القوات المسلحة مثلها مثل بقية القطاعات في الدولة تطورت في مجالات البحث وتتجه إلى تطوير التصنيع العسكري، مؤكدا أن لدى قطر العقول التي تحقق هذه المهمة وذلك من أجل توفير احتياجاتنا... وشدد على ضرورة توفر الإرادة للمضي في مجال العمل على الاكتفاء.

الخدمة الوطنية 

وبشأن الخدمة الوطنية قال سعادة وزير الدولة بوزارة الدفاع إنها من أفكار حضرة صاحب السمو أمير البلاد المدى من أجل بناء جيل يساهم في أمن بلاده.. ووصف سعادته الخدمة الوطنية بأنها مهمة جدا لدولة قطر بالنظر إلى أهمية قطر الاستراتيجية الاقتصادية، وقال في هذه الأثناء إن الخدمة الوطنية هي بوليصة التأمين التي تحمي البلد وتحقق له الاستقرار..

وأشار في هذا المنحى إلى أن الخدمة الوطنية تم تطبيقها بالتدرج حيث كانت المرحلة الأولى قصيرة ثم تزايدت من أجل أن تحقق الخدمة الوطنية أهدافها لذلك تم رفع المدة لعام كامل داعيا أولياء الأمور لزيارة معسكر الخدمة الوطنية للوقوف على جدواها ومدى فائدتها للأبناء.

وأكد وزير الدولة للدفاع أن البرامج الوطنية تعد الطلاب أكاديميا إذ أن وزارة الدفاع تجلب معظم الجامعات في العالم أمام منتسبي الخدمة الوطنية من خريجي الثانوية لاختيار الجامعات والتخصصات التي يرغبون فيها.

وأَضاف "إن الشباب القطري مقبل بدرجة عالية على الانتساب للقوات المسلحة لأن العمل فيها نابع من عادات أهل قطر".

ولفت وزير الدولة للدفاع إلى قيام الوزارة على تطوير القوات المسلحة بمختلف فروعها وتطوير العاملين فيها وذلك بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. وذكر أن وزارة الدفاع عملت على تأسيس المدرسة الثانوية العسكرية لتختصر المسافة على طلابنا للالتحاق مباشرة بالقوات الجوية والبحرية ولتعزيز الكفاءات في هذا الجانب.

منفتحون على الحوار 

وردا على سؤال حول تقييمه للأزمة الخليجية بعد مرور أكثر من عامين على اندلاعها قال د. خالد العطية: إن القرار السياسي واضح وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى واضحة منذ اليوم الأول للأزمة وهو أن قطر منفتحة على الحوار متى ما أرادوا الحوار. وأضاف: ولكن هناك حقيقة ينبغي الانتباه إليها وهي أن الزمن لا يتوقف والقيادة الرشيدة تتحمل مسؤولية قيادة الدولة وتحقيق الرفاهية لشعبها.

وأوضح أن قطر تخطت هذه المراحل والقيادة تفكر في كيفية بناء الوطن بالتعاون مع الشركاء والحلفاء والتمدد شرقا وغربا في علاقاتها مع مختلف دول العالم وبناء الوطن بسواعد أبنائه وكذلك بجهود المقيمين على أرضه الذين ضربوا مثلا رائعا في الوقوف معنا خلال هذه الأزمة.

وأشار إلى أن المبدأ هو أن قطر تدعو دائما إلى الحوار ولكن هذا الحوار ينبغي أن يكون غير مشروط.

وحول تأثير الأزمة الخليجية في تغيير استراتيجية دولة قطر قال: نحن استراتيجيتنا واضحة فيما يتعلق بأمن المنطقة والأمن الخليجي يأتي بالطبع في المقام الأول منها، لكن لا شك أننا نعيش في بلد قد تعرض للتهديد خلال فترة من الفترات ولذلك فقد بدأنا في تطوير أنفسنا وتطوير بلدنا حتى نكون مستعدين لمواجهة أي مخاطر، لكن هدفنا في النهاية هو أمن المنطقة

وفي معرض رده على سؤال لأحد المواطنين بشأن إنشاء نادي لضباط ومنسوبي القوات المسلحة قال سعادة وزير الدولة لشئون الدفاع إن الفكرة موجودة بالفعل لكن هناك أولويات.

وأكد سعادته أهمية إتاحة الفرصة أمام الشباب، مشيرا إلى أن أي مسؤول يحيط نفسه بالثقة من الشباب المتعلمين فأنهم سيكونون سببا في نجاحه ومن يقومون بإحاطة أنفسهم بالضعفاء فان مصيرهم هو الفشل.   

المصدر: بوابة الشرق الالكترونية 
https://www.al-sharq.com/article/29/08/2019